باقة حمراء على شرفة أهدابك

تعالي إلي يا فتنة القدر
وأزهقي أيامي
فوق عتبات السهر
ف أنتِ بياض حُلم
عُبرت رؤياه من فاه أحلامي
فسقط في كف الأماكن والذكريات
وبقى على جناح طير
يتسلل في همس الليل
مبللا جناحيهِ داخل صندوق أحتبس ذكريات
ألقت مفاتيحها في ثقوب ناي
عزفكِ شوقًا لا ينتهي
ل يولد على مقاعد
ما زالت تهتز تحت خطوط غيابك
.
.
و روزنامة اكتحلت حروفها
ب أسرار ليلً تمخضت ساعاتهُ
في حبل ذكريات جمعتني بكِ
أُحلحل عُقد ذكرياتها
ب شهقات غُمست
في أحداقكِ
التي احتضنت كل ساعة هاجت فيها مشاعرنا
وتناسينا أننا نتملك أطرافً
تشعرنا بحاجة أن نمسك الوقت
حتى لا يفر منا
ونجفف جفن الليل ب آهات شوقنا
حتى لا ترمش عيناه
ل يرمي ب وشاح الصمت
فوق شفتيك ف أسل خيوطهُ
.
.
وأغزلها من جديد
فوق خصرك اشتياقا
بتسربل بين حروفي
وأنا أملئ صفحات السماء
بقلمي الممتلئ من حبراً اغترفهُ من جدائلك
وأنتِ تنظرين إلي من طرف عينيك
كيف ترتبك أصابعي
وهي تبحث عن مخبئ بين أضلعك
يجنح الشوق فيها كل ليلة
يرتدي ثوبً أنيق
ويضع كل العطور
ويحمل باقة حمراء
على شرفة أهدابك
حتى يعيد نهار لفظ أنفاسه
ل يدغدغ الليل وهو يتثاوب
بين أهدابك و يبللها ب رعشات حنين
ترفض استسلامك
ل غفوة حُلم تذهب كل جنون الوقت
الذي أحرق مواعيد لقاء
تدلت من سعف عانق ظلهُ
ساعات شوقنا وتركها مغموسة
في خرافة عشق تعلقت في صدر الكون
ل تتركني أرتشف منها
كل ذكرياتك وفجئة غيابك
ف بت في وشوشات
أغرقها كل شيء فلم أعد أسمع
سوى صوت خلخالك في جوقة أُذني
.
.
فما زلت أحتفظ بقطعه التي سقطت من صخب قد ميكِ
وأقبضها بين كفي
مع حفنات تراب
أنثرها كلما هزني الشوق إليك
أعلقها في خيوط الهواء
ل أسمع صوت ذكرياتك
وهي تخترق ثقوب ناي
آواه يا معزوفة قلبي الخالدة
أين غدوتِ ومن غيركِ يفقهُ أمري
ف أنتِ وحدكِ تراقصي سنابل قلبي
وتعيدي دورة الدماء بجسدي
ووحدك من تعرف
سُكر قهوتي
وكيف أشعل سيجارتي
وكيف أقرأ جريدتي
أنتِ وحدكِ تُلجمِ غضبي
و تكسري وحدتي وغربة مشاعري
أنتِ وحدك
من تعلم موضع الأشياء في قلبي
لما لففتِ حولي حبل الغياب
وشددتِ وثاقهُ ب الانتظار
لما أذقتني طعم النهايات
فقد أصبحت أكتب حروفي جافة فلم يعد حبري
يرتشف من بقايا جدائلك
فقد أصبح إناءه بارداً
يتسرب منهُ أنين الذكريات
وكوبً بقت رشفاتهُ بين نبذ الأمنيات وفتق الأحلام
فقد أصبحت الأيام
لا تحمل إلا رائحة الموت
وكل الوجوه تبعثرت في عتمة الليل
وكل الشرفات
تنحني خلف الظلام هجرتها الفراشات
وكل الأماكن فقدت الذكريات
.
.
أبحث عنكِ جواب في قناعات الأيام
لما أعطيتني
برواز صورتكِ ورحلتي بنصفها
لما أهديتني
الكمان وقطعتِ الأوتار
لما سكبتِ العطر
في كل الزوايا وغسلتيهِ بماء الغياب
فقد تركتك تحت عيني بحراً
أقف أمامه كلما زادت همومي
ل يحتضني الموج
حتى أشعر أنني رسيت في أعماقكِ
جعلتك شمس تشرق فوق أيامي
ل تمد ظلمة
أستوطنت في قلبي ب شيء منكِ
حتى يتكرر شروق أملً تعلق في خيوط رجوعك
بت أبحث عن أشياء تشبهك
ل أغوص في تفاصيلها فلا أجد سوى فراغ
يصفع حاجتي ل أعود خائبًا إلى بقاياك في ذاكرتي
ألملمها حسرة وأغرسها ب أبر وجعي
فوق رؤوس الأيام
التي جمعتنا خرافة عشق
ومن ثم تلاشت في ضريح الغياب
حتى تشعر بوخزات وجعي
فمازلت أُخيط أناملكِ فوق كفي
لعلي أشعر ب أمل رجوعكِ
وأعلق في أغصان الهواء
تعويذة تهزها الرياح ل تجلبكِ
فلا تزل أصابعي تحتفظ بين فراغاتها بما ء يطفئ حريق اشتياقي
و شراييني تزهق فوق مقصلة الغياب
ك نذور تعيدك ألي
فربما يصلك سيل دمائي
.
.
و يحملك موج العشق فوق سفينة صبري
ف علامات الاشتياق
أثقلت الأفق وصدعت جدار الاصطبار
فهل س أبقى ممتداً في ظل غيابك
أم أبقى أنفض موائد الذكريات
وأ تنفسكِ هواء جريح يطوف من وطن
ل أخر لا يحمل سوى اختناق غيابك
فقد أصبحت رئتاي حطبًا أما موقد انتظارك
ف بت أؤمن أن العالم ينشطر نصفين
نصفًا يقطف الحزن والغياب والانتظار
ونصفًا ينحت فوق أوجاع الهيام
وأنا بين النصفين أزهقت أحلامي